أعلنت دولة الإمارات، الثلاثاء، تحقيق إنجاز عالمي جديد في مجال الطاقة المتجددة، إذ دشنت أول منشأة لإنتاج الطاقة النظيفة بقدرة 1 غيغاواط دون انقطاع.
وبيّن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، الثلاثاء، تفاصيل إطلاق المنشأة الجديدة خلال كلمته بالقمة العالمية لطاقة المستقبل 2025، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة.
المنشأة الجديدة تعد إنجازاً عالمياً، إذ إنها قادرة على توفير الطاقة المتجددة على نطاق واسع بشكل مستقر ومستمر في الأوقات كافّة.
وقد جرى تدشين المشروع بالتعاون بين شركتي مصدر الإماراتية ومياه وكهرباء الإمارات، حيث تمكنت شركة مصدر من جمع 5 غيغاواط من الطاقة الشمسية مع سعة تخزين تبلغ 19 غيغاواط ساعة لإنتاج 1 غيغاواط من الطاقة النظيفة المستمرة دون انقطاع.
المشروع يمثّل نقلة نوعية
هذا المشروع سيسهم، لأول مرة على الإطلاق، في تحويل الطاقة المتجددة إلى طاقة حمِل أساسي، وهذه خطوة أولى تشكل بداية لنقلة نوعية في هذا المجال.
وأوضح الدكتور سلطان الجابر الأهمية الاستراتيجية للمشروع بقوله "إن تخزين الطاقة باستخدام البطاريات هو أسرع تقنيات الطاقة نمواً في العالم اليوم، ستتم إضافة سعة تخزين إضافية قياسية تبلغ 100 غيغاواط إلى الشبكة الكهربائية هذا العام. لكن هذا يمثل جزءاً بسيطاً من الطلب الإجمالي على الطاقة الذي تحركه التوجهات الثلاثة الشاملة، خاصةً النمو الكبير في الذكاء الاصطناعي. قبل بدء استخدام أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي، كان الطلب على الطاقة في طريقه إلى الارتفاع من 9000 غيغاواط إلى أكثر من 15000 غيغاواط بحلول عام 2035. ولكن مع نمو تطبيقات مثل ChatGPT بمقدار نصف مليار زيارة كل شهر واستخدامها طاقةً تعادل عشرة أضعاف ما يستخدمه البحث لمرة واحدة على غوغل فقد يصل الطلب بحلول 2050 إلى 35000 غيغاواط. إننا نتحدث هنا عن نسبة زيادة تقدر بأكثر من 250%".
وتلبي المنشأة الجديدة أهداف الإمارات في مجال الطاقة المتجددة.
استراتيجية طويلة الأمد
ووفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام" تبنّت دولة الإمارات استراتيجية طويلة الأمد من أجل تحقيق توازن بين تلبية احتياجات النمو الاقتصادي وبين الحفاظ على البيئة.
وقد استثمرت الإمارات أكثر من 150 مليار درهم، منها 45 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة، فيما تخطط لاستثمار 500 مليار درهم أخرى في قطاع الطاقة خلال الثلاثين عاماً المقبلة لتحقيق الحياد المناخي.
ويُعد التحول في الطاقة من أبرز القضايا الاستراتيجية في ظل التحديات المتعلقة بالتغير المناخي والاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة التقليدية، وفي هذا السياق تأتي جهود دولة الإمارات كأحد النماذج الرائدة في هذا المجال، حيث اتخذت خطوات استباقية لتعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة.
مضاعفة إسهام الطاقة المتجددة
وتنطلق الرؤية الإماراتية من مضاعفة إسهام الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف بحلول 2030، وخفض الانبعاثات للوصول إلى الحياد المناخي في قطاع الكهرباء والمياه بحلول 2050، ورفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 42%-45% مقارنة بسنة 2019، إضافة إلى رفع إجمالي القدرة المركبة للطاقة النظيفة الى 19.8 غيغاواط بحلول 2030، ورفع إسهام توليد الطاقة النظيفة بحلول 2030 إلى 32%.
وتواصل دولة الإمارات قيادة الجهود العالمية في مجال الطاقة المتجددة من خلال الشراكات الدولية، بصفتها عضواً مؤسساً في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إلى جانب مبادراتها المحلية مثل برنامج إدارة الطلب الوطني ومشروع تحديث المباني الحكومية الذي يسهم في تحسين كفاءة الطاقة والمياه وخفض التكاليف.